أوكسينفورت - جوهرة تعانق أحضان نهربونتار وتمتد إلى شمال مدينة نوفيجراد، وهي مهد العلم الذي تم تشييده على أراضي ريدانيا لتغذية أعظم العقول ليس في المملكة فحسب، بل في الشمال بأكمله. يمنحك السير في أرجاء أكاديميتها متعة رحلة تقطعها في رحاب العلم، بدءًا من أروع ما وصفته الفلسفة وأجمل ما رسمته الفنون والهندسة المعمارية وانتهاءً بأدق ما وصفه الطب.
إذا نظرت حولك، فسترى زملاءً لك من الطلاب ورفاقًا في رحلة التعلم. إنهم يحتشدون في شوارع أوكسينفورت ويضفون عليها روح الشباب التي يمكنك الشعور بها بمجرد عبورك من أبوابها. المهاجع متراصة ومتلاصقة وباعة الكتب يراقبون المجلدات المستعملة في كل مكان ويمكنك رؤية وجوهٍ يافعة تحت كل شجرة يتبادلون الآراء حول قصيدةٍ شعريةٍ ما بشغف وحماس.
ومع ذلك، فالشباب هنا لا يتمتعون بالتزام سلوكي صارم، ولا يهربون من أوقات التسلية. فالشوارع تعج بالصخب والضجيج طوال الوقت نهارًا وليلاً. وعلى الرغم من أن أعضاء مجلس المدينة قاموا بمنع بيع المشروبات الكحولية بعد الغسق، لا يبدو أن هناك أحدًا يسعى لتطبيق ذلك بصرامة، وهذا لسبب وجيه. فالمزيد من السهر يعني المزيد من الأرباح لأصحاب الحانات والمزيد من الأغاني التي ينشدها الشعراء لإضفاء روح شاعرية على ليالي أوكسينفورت.
وبالنسبة للفن المعماري هناك، يجب الإشارة إلى البراعة الفنية التي تتمتع بها القنوات المائية التي شيدها الإلف وتم تجديدها حديثًا لتنظيف المجارير بالمدينة. فهذه القنوات تقف شاهدًا على روح الابتكار في المدينة، ولن تجد لها مثيلاً في أي مدينة أخرى من مدن العالم المتحضر. بالإضافة إلى ذلك، تعد مجموعة المباني التي تكوّن أكاديمية أوكسينفورت جوهرة تاج المدينة التي تبرز جمالها المعماري الطاغي. وقليلون هم مَنْ يتذكرون أن هذه الصروح التي شيّدها الإلف سبق بناؤها بناء المدينة نفسها، وأن المدينة سُميت تيمنًا بالأكاديمية، وليس العكس.
وفي الوقت الحالي، تتمتع أكاديمية أوكسينفورت بسمعة لا تضاهيها أكاديمية أخرى إلا الأكاديمية الإمبراطورية في نيلفجارد. وتتضمن أشهر الأقسام في هذه الأكاديمية قسم الخيمياء والتاريخ الطبيعي والشعر الغنائي والشعر والطب وعلم الأعشاب والهندسة، وأخيرًا وليس آخرًا قسم الفلسفة.
مواضيع 
أوكسينفورت
مواضيع 
